أخبار وتقارير

أول صدام للحراك مع الاشتراكي في عدن

 

ماجد الشعيبي:

أفشل جناح متشدد في الحراك الجنوبي مهرجان جماهيريا كان من المقرر أقامته, أمس الأربعاء, في مدينة عدن, تضامنا مع الأمين العام للحزب الاشتراكي, الدكتور ياسين سعيد نعمان, الذي تعرض لمحاولة اغتيال في العاصمة صنعاء, والقيادي في الحزب واعد باذيب وزير النقل, الذي تعرض لمحاولة اغتيال في عدن.

واحتشد المئات من أنصار الحزب الاشتراكي, والحراك, صباح أمس, في ساحة الهاشمي بـ"الشيخ عثمان", حيث دارت خلافات حول الشعارات التي رفعها المتظاهرون, وطالب أنصار الحراك أن يكون الاحتشاد تحت راية العلم الجنوبي الذي يرمز لدولة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" سابقاً.

واقتحمت مجموعة من متشددي الحراك ساحة الفعالية, واستولوا على منصتها, وبدؤوا بهتاف شعارات ضد الإصلاح على وجه الخصوص.

وأعتبر الجناح المتشدد في الحراك السلمي الجنوبي أن الفعالية تم تنظيمها من قبل تجمع الإصلاح, وتمويلها ماليا من قبل حميد الأحمر, وأن الأحزاب المشتركة في الفعالية تعمل بإيعاز من الإصلاح والأحمر.

وقبل بدء فعالية التضامن, اقتح باص نوع"هايس" ساحة الفعالية محتجاً على قيامها, معتبراً أن المشتركين فيها خونة للقضية الجنوبية, ولمبدأي الحرية والاستقلال. ونشب تلاسن بين المعترضين ومنظمي الفعالية, وكاد يؤدي الأمر إلى اشتباك بالأيدي بين الجانبين لولا تدخل بعض العقلاء.

ومن على منصة الفعالية, ناشد رئيس اللجنة المنظمة للفعالية الجانبين بالتحلي بالصبر, والتزام الهدوء, وقال مخاطباً إياهم:" مصيرنا في توحدنا, وإذا بقينا على هذا الشكل فهذا يعطي الفرصة لأعدائنا للقفز وتوسيع الشق فيما بيننا, بسبب المندسين, وبسبب الفتنة التي أشعلها النظام القبلي المعفن, وهدفنا نحن في هذه الفعالية إيصال رسالة سلام ومحبة, وتوحيد صفوفنا..".

وأعلن إلغاء الفعالية, ووعد بإصدار بيان, لاحقاً, حول ما حدث.

من جهته, ناشد القيادي في الحراك الجنوبي, احمد القمع, الموجودين, محاولا تهدئة الأجواء الصاخبة, والتوتر, والتعريف بأسباب قيام الفعالية.

 وقال مخاطباً الجميع: " كلنا مع قيام وطننا ولكن يجب أن نستمع لبعض".

القيادي صالح ناجي,قال لـ"الشارع" إنه سيتم إصدار بيان باسم المتقاعدين العسكريين والأمنيين, ومنظمات المجتمع المدني, ومناضلي حرب التحرير, سيشرح ما حدث.

وقال القمع: " إن بلاطجة علي عبد الله صالح هم اللذين يثيرون الفتن ونحن لن نسمح لهم من الآن فصاعداً".

فيما قال المكاوي إن هناك " مخطط لتصفية الجنوبيين وهو معد للتنفيذ ويجب عدم السماح بتنفيذه ولن يتأتى ذلك إلا بوحدة الجنوبيين".

وانفضت الفعالية قبل أن تبدأ, رغم كثافة الحضور المعارض لقيامها, وتمكنه من احتلال منصة الساحة في "الهاشمي", وعدم إعطائه الفرصة لأصحاب الفعالية بتنفيذ برنامجهم الذي دعوا المواطنين إليه.

واعتبر المحتجون الفعالية " تكريساً للاحتلال اليمني للجنوب". وغادر منظمو الفعالية "ساحة الهاشمي", تاركين الساحة للمحتجين الذين اعتلوا المنصة وبدؤوا بإلقاء الشعارات, والأناشيد, التي تعبر عن حنقهم من المشترك واعتباره شريكا لدولة الاحتلال.

وألقى ياسين مكاوي كلمة في الحضور طالباً منهم التزام الهدوء, وقال:"كلنا مع القضية الجنوبية ولكن الاعتراض لا يتم بهذا الشكل". ورغم أن مكاوي نجح في تهدئة البعض إلا أن آخرين لم يهدؤوا ما جعل المنظمين ينهون الفعالية قبل ان تبدأ.

وفي كلمته المقتضبة, حذر مكاوي, نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان, الجنوبيين من " مخطط تصفية", يستهدف الجنوبيين جميعاً, داعيا إياهم إلى"الوحدة ورص الصفوف".

وقال صاحب الباص الذي اقتحم المهرجان, إنه أخ أحد شهداء الجنوب, واعتلى الباص, وصرخ من فوقه: "انا اتحدى أي شخص يلمس سيارتي, نحن معنا شهداء, ولا نريد هذا المهرجان المدعو من الإصلاح".

 وفيما أدان قاسم داود, أحد المشرفين على تنظيم الفعالية, ما جرى, قال الناشط في الحراك, جمال مطلق: "الطريقة التي اتى بها هؤلاء خاطئة وتضر بقضية الحراك, وكان هناك اتفاق بالمشاركة مع اللجنة التحضيرية وقد تم توزيع المهام بيننا وأستغرب قيام المحتجين بهذا الاحتجاج".

وكان مقررا في برنامج الفعالية أن يقرأ جمال مطلق كلمة أسر الشهداء, وهو اب احد شهداء المنصورة, الشاب احمد جمال, الذي أستشهد جراء اقتحام قوات من الأمن المركزي لـ" ساحة الشهداء".

وعبر عديد من الشخصيات الاجتماعية, والسياسية, عن استيائهم مما حدث, وأكدوا أن" ما يحدث لا يخدم القضية الجنوبية, ولا يخدم مسيرة الحراك, ويعمل على إبعاد الوطنيين الشرفاء, ويضعف الصف الجنوبي",واعتبروا أن "هذه مؤامرة على الحراك الجنوبي من قبل مندسين".

وفي بداية الخلاف: أنزل متشددوا الحراك علم الحزب الإشتراكي من منصة الساحة وحولها, واستبدلوه بعلم الجنوب, وأثار ذلك استياء المنظمين للمهرجان.

وكانت مصادر حزبية قد تحدثت عن رفض  حزب التجمع اليمني للإصلاح المشاركة في المهرجان التضامني مع القياديين في الحزب الاشتراكي.

وأكد المصدر قوله, لصحيفة تصدر من عدن, إن دعوة وجهت الى قيادة حزب الإصلاح في عدن للمشاركة في الإعداد للمهرجان التضامني بيد أن قيادات حزب الإصلاح أدارت ظهرها ورفضت الرد على الدعوة وامتنعت عن المشاركة في الإعداد للمهرجان خلال اجتماعين عقدا سابقاً.

وفي تصريح لـ"الشارع" قال جمال مطلق إن المهرجان نظم تحت شعارات الأعلام الجنوبية والمناسبة مناهضة الاغتيالات السياسية لأبناء الجنوب.

وقال مطلق إن "ممثل اللجنة المنظمة من الحزب الاشتراكي القى كلمته تحت راية الجنوب, وأكد على خيار الحرية والاستقلال ورغم كل هذا كان البعض من هواة التعطيل والتفريق بين الصفوف يسعى بكل إصرار على تعطيل المهرجان تحت شعار الجنوب اولا ولكنه يدس السم في العسل".

وتساءل مطلق:" لمصلحة من تم يتم إفشال مهرجان يدين القتلة؟"," لمصلحة من يتم إفشال مهرجان تحت راية الجنوب؟".

وعقب ذلك وجهت اللجنة التحضيرية للمهرجان رسالة للسيد علي سالم البيض حملته فيها مسؤولية ما حصل, صباح يوم أمس في ساحة الهاشمي" من " اعتداء من قبل مجموعة مشاغبة باسمه وتتلقى التعليمات من مكتبه".

وقالت اللجنة التحضيرية إن قناة "عدن لايف", التابعة للبيض, " عملت على تحريض وتشويه وتزييف الفعالية وتوجهاتها والقوى التي حضرت لذلك المهرجان".

وأوضحت اللجنة التحضيرية إن قناة "عدن لايف",التابعة للبيض, "عملت على تحريض وتشويه وتزييف الفعالية وتوجهاتها والقوى التي حضرت لذلك المهرجان".

وأوضحت اللجنة التحضيرية أن رسالتها الموجهة للبيض, تؤكد على خطورة ما حصل على حاضر ومستقبل الحراك الجنوبي ومشروعه السياسي الوطني وما تلحقه من ضرر بسمعة الحراك الجنوبي السلمي وتجربته الرائدة وتطلعات الشعب في الجنوب ناهيك عن أضرارها الجسيمة والخطيرة على الوحدة الوطنية بقضية الجنوب وثورته".

وأكدت اللجنة التحضيرية في بيانها, الصادر أمس, أنها قامت بتعليق برنامج الفعالية بعد كلمتين قصيرتين لكل من رئيس اللجنة, فضل علي عبد الله, ونائب رئيس اللجنة, ياسين مكاوي درءا لأي احتكاك بين الجمهور والمجموعة المشاغبة في هذه الظروف الحساسية .

وأقرت اللجنة, في ختام بيانها، الاستمرار في فعاليتها ونشاطها الرامي إلى تحقيق موقف جنوبي موحد يواجه العنف والإرهاب والاغتيالات الموجهة ضد ابناء الجنوب بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم السياسية.

وناشدت اللجنة منظمات المجتمع المدني الحقوقية والدولية الاهتمام بما يجري على أرض الجنوب من إرهاب واغتيالات وانتهاكات جسيمة. 

المصدر صحيفة"الشارع"  

زر الذهاب إلى الأعلى